رسالة الوحدة إلى علماء السلفية والحنفية

إن ترك السنة سنة بل واجب إذا يفضي العمل بها إلى النزاع و التفرقة بين المسلمين أوتكون معيارا للحزبية وسبب الولاء والبراء .وكذا ترك الواجب واجب بل فرض لما ذكر.

منظمة الشريعة الإسلامية

رسالة الوحدة إلى علماء السلفية والحنفية

بسم الله الرحمن الرحيم

-المفتي نجم الهدى النعماني.

رسالةالوحدة إلى علماء السلفية والحنفية:
أن معيار الحزبية والولاء والبراء هو الايمان والاسلام فقط لا الغير.

أصل الأصول:

التفريع على الأصل:

إن آمين من سنن الصلاة لا يجوز أن تكون سببا للشقاق والنزاع والتفرقة والتمزقة بين المسلمين وسببا للولاء والبراء أو معيارا للحزبية والطائفتية والعصبية الجاهلية. وكذا رفع اليدين في الصلاة و وضع اليد في الصلاة وتكبيرات الزوائد في صلاة العيدين وصلاة التراويح وقراءة الفاتحة في صلاة الجنازة و الشفع والوتر في الاقامة. وغيرها من المسائل لا يجوز أن تجعل هذه سببا للتفرقة وسببا للولاء والبراء ومعيارا للحزبية والعصبية الجاهلية.

(1) قال شيخ الاسلام الحافظ المجتهد ابن تيمية :

’’ تحريم التفريق بين الأمة لإجل الخلافات المذكورة ولا يجوزالتفريق بذلك بين الأمة, ولاأن يعطى المستحب فوق حقه, فإنه قد يكون من أتى بغير ذلك المستحب من أمور أخرى واجبة ومستحبة أفضل بكثير, ولايجوز أن تجعل المستحبات بمنزلة الواجبات, بحيث يمتنع الرجل من تركها, ويرى أنه قد خرج من دينه أو عصى الله ورسوله, بل قديكون ترك المستحبات لمعارض راجح أفضل من فعلها , بل الواجبات كذلك. ائتلاف قلوب الأمة أعظم من بعض المستحبات

ومعلوم أن ائتلاف قلوب الأمة أعظم في الدين من بعض هذه المستحبات, فلوتركها المرء لائتلاف القلوب كان ذلك حسنا, وذلك أفضل, إذكان مصلحة ائتلاف القلوب فوق مصلحة ذلك المستحب , وقد أخرجا فى الصحيحين عن عائشة أن النبي صل الله عليه وسلم قال لها : لولا أن قومك حديثو عهد يجاهلية, لنقضت الكعبة , ولألصقتها بالأرض, ولجعلت لها بابآ يدخل الناس منه, وبابآ يخرجون منه وقداحتج بهذاالحديث البخاري وغيره علي أن الإمام قد يترك بعض الأمور المختارة, لأجل تأليف القلوب ودفع نفرتها , ولهذا نص الإمام أحمد على أنه يجهر بالبسملة عند المعارض الراجح, فقال: يجهر بها إذا كان بالمدينة, قال القاضي, لأن أهلها إذذاك كانوا يجهرون فيجهر بها للتأليف ليعلمهم أنه يقرأ بها, فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته, وبهذايزول الشك والطعن , فإن الاتفاق إذاحصل على جواز الجميع وإجزائه, علم أنه داخل في المشروع , فالتنازع في الرجحان لايضر , كالتنازع في رجحان بعض القراءات, وبعض العبادات , وبعض العلماء , ونحو ذلك , بل قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كلامن القراء أن يقرأ كما يعلم, ونها هم عن الاختلاف في ذلك , فمن خالف في ذلك كان ممن ذمه الله ورسوله . فأما أهل الجماعة فلايختلفون في ذلك‘‘

مجموعة الرسائل المنيرية: 3: 115ـ لابن تيمية

رسالة الالفة بين المسلمين : 47: 48ـ لعبدالفتاح أبوغدة

وقال ابن تيمية أيضا:

“تشابه اختلاف علماء هذه الامة و أولي أمرها،بتعدد الشرائع السابقة”
رسالة الالفة بين المسلمين:76

(2) سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

عن حكم الجهر بالتأمين؟ وهل ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التأمين سراً في الصلاة الجهرية ؟

فأجاب : “الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية سنة ؛ لأنه تبع للقراءة ، وقد وردت في ذلك أحاديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:فناسب أن يكون التأمين مجهوراً به أيضاً، هذا من الناحية النظرية . ولكن مع هذا فلا ينبغي أن تكون هذه المسألة مثاراً للجدل، والحقد بين المسلمين، فإن ذلك ليس من طريق السلف الصالح ، فالسلف الصالح يختلفون في أمور كهذه ، ولا يضلل بعضهم بعضاً من أجل هذا” انتهى

من ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” (13/140) .

(3) وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

هل يجوز ترك الجهر بالتأمين في الصلاة ، وعدم رفع اليدين؟

فأجاب : “نعم، إذا كان بين أناس لا يرفعون ولا يجهرون بالتأمين ،

فالأولى أن لا يفعل تأليفاً لقلوبهم ، حتى يدعوهم إلى الخير ، وحتى يعلمهم ويرشدهم ، وحتى يتمكن من الإصلاح بينهم ، فإنه متى خالفهم واستنكروا هذا ؛ لأنهم يرون أن هذا هو الدين، يرون أن عدم رفع اليدين فيما عدا تكبيرة الإحرام ، يرون أنه هو الدين وعاشوا عليه مع علمائهم، وهكذا عدم الجهر بالتأمين ، وهو خلاف مشهور بين أهل العلم، منهم من قال : يجهر، ومنهم من قال: لا يجهر بالتأمين ، وقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم رفع صوته ، وفي بعضها أنه خفض صوته ، وإن كان الصواب أنه يستحب الجهر بالتأمين ، وهو شيء مستحب ، ويكون تركه أمراً مستحباً،

فلا يفعل مؤمن مستحباً يفضي إلى انشقاق وخلاف وفتنة،

بل يترك المؤمن والداعي إلى الله عز وجل ، المستحبَّ ، إذا كان يترتب على تركه مصالح أعظم، من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك هدم الكعبة ، وبناءها على قواعد إبراهيم، قال : (لأن قريشاً حديثو عهد بكفر) ، ولهذا تركها على حالها، ولم يغير عليه الصلاة والسلام للمصلحة العامة ” انتهى .

و قال ابن تيمية :

’’ تحريم التفرق والاختلاف ووجوب التوحد والائتلاف

الرابع: التفرق والاختلاف المخالف للاجتماع والائتلاف , حتى يصير بعضهم يبغض بعضا ويعاديه , ويحب بعضا ويواليه, على غير ذات الله , وحتى يفضي الأمر ببعضهم إلى الطعن واللعن والهمز واللمز, وببعضهم إلى الاقتتال بالأيدي والسلاح! وببعضهم إلى المهاجرة والمقاطعة , حتى لايصلي بفضهم خلف بعض(¹)

وهذا كله من أعظم الأمور التي حرمها الله ورسوله

والاجتماع والائتلاف من أعظم الأمور التي أوجبها الله ورسوله,

قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا تقوا االله حق تقاته ولاتمو تن إلا وأنتم مسلمون . واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) إلى قوله: (ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيبم. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)

قال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة , وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة.

وكثير من هؤلاء يصير….. من أهل الفرقة بالفرقة المخالفة للجماعة التي أمر الله بها رسوله ‘‘

مجموعة الرسائل المنيرية: 3: 115ـ لابن تيمية

رسالة الالفة بين المسلمين : 25: ـ لعبدالفتاح أبوغدة

التعليق:

(1) قال الامام عبد الفتاح ابو غدة تعليقا على كلام ابن تيمية:

“ويلاحظ أن الشيخ إبن تيمية كأنه كان ينظر إلى واقع الحال التي عليها بعض الناس اليوم، كما قد وقع و يقع نحو ذلك في الهند وباكستان وبنجلاديش في بعض المساجد، بين من يجهر بكلمة- آمين-عند ختام قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية و بين من يسر بها، حتى أخرج المسرون (وكذا المجهرون) بخصومة وجفاء، وبين من يرفع يديه عند تكبيرات الانتقال وبين من لايرفعهما، وبين من يقرأ خلف الامام و بين من ينصت لقراءة الامام، وكذا في إقامة الصلاة وترا أو شفعا، وفي القنوت في الوتر قبل الركوع أو بعده، وأمثال ذلك من الاقوال والافعال مما لا يعدو أن يكون ورد في السنة على وجهين!!!

فإنا لله وإنا إليه راجعون!!!”

رسالة الالفة بين المسلمين:64 له

فلذا من يشدد من العلماء في الفروع ويجعل الاختلاف فيها معيارا للحزبية و سببا للولاء والبراء بين المسلمين و سببا للنزاع والتفرقة في جماعة المسلمين، فهو من علماء السوء وهو من الناصرين للملحدين والزنادقة والموافقين لليهود والنصارى.وهو من الفتانين والمفرقين والممزقين من فريق دجالين كذابين.

فقال النبي ص:

“يأتي في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم بأحاديث لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم، إياكم وإياهم”

وقال أيضا:

“إياكم والغلو في الدين فإن من كان قبلكم قد هلك بالغلو في الدين”

وقال أيضا:

“هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون”

قال المناوي:

معنى ” التنطع” هو الخوض فيما لا يعنيه، والاشتغال بالصغير والاصغر من المسائل دون الكبير والاكبر من مسائل الدين و مشكلات الامة والدولة، و الغلو في الفروع والدين، والأغلوطاط فيهما.فيض القدير

وقال النبي ص:

“دب إليكم داء الامم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم، أفشو ا السلام بينكم”

سنن الترمذي :664:4 وقال الشيخ الالباني: حسن

و روى مسلم في صحيحه بشرح النووي:10:2

عن عبد الله بن عمرو بن العاص; أن رجلا سأل رسول الله ص:أي المسلمين خير؟

قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده”

قال النووي في شرح هذا الحديث: “فيه جمل من العلم، ففيه الحث على الكف عما يؤذي المسلمين، بقول، أو فعل، بمباشرة أو سبب،وفيه الحث على الامساك عن إحتقارهم، وفيه الحث على تألف قلوب المسلمين وإجتماع كلمتهم وإستجلاب ما يحصل ذلك.

قال القاضي عياض: والالفة إحدى فرائض الدين وأركان الشريعة، و نظام شمل الاسلام”إنتهى

قال عبد الفتاح: و ما أسمى هذه الكلمة التي قالها القاضي عياض، فإنها من أعظم فقه الاسلام عند العلماء الاعلام

رسالة الالفة بين المسلمين:10

وقال الله تعالى:

” ولاتكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا

كل حزب بما لديهم فرحون”

الروم:32،30

وقال الله أيضا:

” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون”

الانعام:159

وقال الله تعالى أيضا:

” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين

ولاتتفرقوا فيه”

الشورى:13

قال الفيروزابادي في” تنوير المقباس”:

“قال إبن عباس: أمر الله جملة الانبياء (أن أقيموا الدين):أي أن إتفقوا في الدين،(ولا تتفرقوا فيه) أي لاتختلفوا في الدين” وهكذا نقل الطبري وغيرهم في تفاسيرهم عن التابعي الجليل قتادة بن دعامة

وقال إبن كثير:

“أي وصى الله جميع الانبياء بالائتلاف والجماعة، و نهاهم عن الافتراق والاختلاف”

تفسير ابن كثير:195:7

فالعالم الفتان والواعظ المفرق والمفتي الممزق والكاتب المقطع والمناظر الخصم هم المجرمون جرما عظيما، لاجل هؤلاء المجرمين هلكت الامة في عرب و بغداد وبخارى وسمرقند وأسبانيا وتركيا وهندوستان ، ولمقاتلتهم ومناظرتهم فيما بينهم ولتفريقهم المسلمين فيما أنفسهم حزبا حزبا، إنهارت الخلافة العباسية البغدادية والخلافة العثمانية التركية والسلطة المغولية في شبه القارة الهندية. وصارت الملة الاسلامية عبادا لبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا إلى الآن. ولاختلافهم الكاذبة نالت اليهود والنصارى فرصة ذهبية لتمكين دولة إسرائيل الحرامية. العياذ بالله.

المؤلف

نجم الهدى النعماني
مؤسس ورئيس لمركز الفقه الاسلامي بنجلاديش، داكا
ورئيس دار الافتاء التابعة للمركز

أدخل تعليقاتك هنا

مقدمة المؤلف

الاسم: نجم الهدى النعماني
مكتب و نحبمير: العام الدراسي 1996-2000، دار العلوم عليمبور، سراج غانج
هداية النحو: العام الدراسي 2001م، مدرسة الجاترباري
كافيا الدورة: العام الدراسي 2002-2006، مدرسة لالباغ
الأدب العربي العالي: العام الدراسي 2006-2008، دار المعرفة، شيتاغونغ
الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية: (مفتي) العام الدراسي 2008-2010، مدرسة جاتراباري
بحوث الحديث العليا: (المحدثون) العام الدراسي 2010-2012، مدرسة باشوندارا
تفسير قصير: شهر رمضان 2004، خادم الإسلام، ميربور-13، بالقرب من المفتي عمران مظهري
مرتبة الشرف: الجامعة الآسيوية في بنجلاديش، قسم الدراسات الإسلامية
الحياة العملية: منذ العام الدراسي 2012م وحتى الآن – بفضل الله – مفتياً لدار الافتاء؛
واحد. جامع العلوم الإسلامية، نيكرا، الدوحر، دكا. (ثلاثة أشهر من الافتاء هو المشرف الرئيسي)
اثنين. مركز حجة الاسلام، ماتويل، دكا. (المشرف الرئيسي لافتاء) : العام الدراسي 2012 و 2013
ثلاثة. مركز القرآن بنجلاديش، موساك، نارايان غانج. للأعوام الدراسية 2014 و2015 و2016، – القيام بمهام مفتي دار الافتاء
أربعة. الجامعة محمودية، موساك، نارايان غانج، شغل منصب المفتي الرئيسي لافتاء لمدة عام واحد وشيخ الحديث، الجامعة محمودية، موساك
خمسة. مركز الفقه الإسلامي بنجلاديش، موساك، نارايان غانج، 5 سنوات على التوالي، المؤسس الرئيسي والمفتي الرئيسي بفضل الله
الخليفة: شيخ الإسلام شاه أحمد شافي مد ظله العالية